وأنت أيها العاقل المبتلى إن خُيِّرْتَ ، فماذا ستختار(؟) توهم أن مقالة رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـ : (( سُعَيْرَةَ )) ؛ أنت المخاطب والمعني بها ، فما من شك أنك مُحَمَّلٌ بالذنوب والأوزار. فإن ابتليت بمسٍّ وآذاك فانظر (( سُعَيْرَةَ )) ، كم تَأَذَّتْ بالمسِّ الذي بها(؟) فقد كان يصرعها حتى تتكشف من شدة الصرع ، والخبط ، فيذهب عقلها وتظهر عورتها ، فيا لله كَمْ صبرت(؟!) ويا لله كَمِ احْتملت(؟!) بل عاشت عمرها رحمة الله عليها تصارع جِنَّهَا حتى ماتت ،
كلما أراد أن يصرعها تأتي الكعبة فتعلق بأستارها ،
وتقول لعدوها الذي بداخلها : (( اخْـسَأْ )) ، وتقمعه بهذه الكلمة الشديدة فينقمع ، وينزجر ، ويتصاغر ، ويُحِسُّ معها بهوانٍ ، وذِلَّة ،
وتفعل به هذه الكلمة ما لا تفعله مَقَامِعُ الحديد ، ولا سِيَاطُ الجلاد الشديد ويضرب الله عليه بها الصَّغَار ، وسينزله يوم القيامة دار البوار ، جهنم يصلاها عدو الله وبئس القرار ـ واتخذتها (( أُمُّ زُفَرَ )) جُنَّةً لها رحمها اللـه تُكَابِدُهُ ، وتصارعه بها ، كلما هَمَّ الخبيث اللَّعين الخاسىء أن يصرعها ، حتى لقيت ربها رضي الله عنها وهي على ذلك ، وَقَدِ انقطع العذاب ، وأقبل الثواب فرحمة اللهِ خَالِقِنا عليها